أخبار

جبهة إنقاذ التبو وجبهة تحرير أزواد وجهان لعملة واحدة

أن جبهة التبو كشفت وأفصحت عن أجندتها التقسيمية والانفصالية، ومن أبرز عناوين هذه الأجندة التقسيمية ما أعلنه عيسى عبد المجيد منصور الذي يدعي أنه زعيم الجبهة عن تغيير اسم الجبهة من جبهة إنقاذ التبو إلى جبهة إنقاذ قبائل التبو ثم جبهة تحرير التبو، عيسى ذهب إلى أبعد من هذا حين كشف وبشكل سافر عن مشروع انفصالي يقوم على أساس إقامة دولة لقبائل التبو تمتد من جبال تيبستي التابعة لتشاد حتى واحة أوجلة الليبية.

أن عيسى عبد المجيد واسمه الحقيقي عيسى ماينا أنجري درستو هو تشادي الأصل ويحمل جنسية نرويجية، وقد أعلن عن تشكيل جبهة إنقاذ التبو في عام 2007 في النرويج، الجبهة تضم 20 شخصا يلاحظ عند استعراض أسمائهم أنهم ليسوا ليبيين وإنما تشاديين ومن دول إفريقية أخرى.

أن عيسى عبد المجيد منصور وخلال ظهوره أمام العديد من وسائل الإعلام فضائيات (العربية والجزيرة) ووسائل إعلام فرنسية يحرص على التأكيد على أن ما يحدث في الكفرة ومنذ عام 2008 وحتى الاشتباكات الدائرة حاليا في سبها وفي الكفرة هي حركة تمرد تخوضها قبائل التبو الإفريقية ضد الهيمنة العربية ممثلة في قبيلة الزوية، وهدد بتصعيد هذا التمرد حتى يحقق أهدافه أي في إقامة دولة التبو.

هددت جبهة تحرير التبو عبر زعيمها عيسى عبد المجيد منصور بالسيطرة على آبار النفط في الكفرة والسرير ومساومة الخارج على هذه الآبار نفط مقابل دعم من أجل انفصال واستقلال هذا الإقليم عن ليبيا.

البعد الإسرائيلي للأحداث في الكفرة وسبها
أخطأت التقارير والتحليلات التي تناولت الاشتباكات في سبها والكفرة عندما اعتبرتها مجرد اشتباكات قبلية دون أن يكلف معدو هذه التقارير أو التحليلات أنفسهم عناء التأمل والتعمق في فهم حقائق ما يحدث ويجري، بالرجوع إلى خلفية هذه الاشتباكات وعلى الأخص عام 2007 ثم 2011 يتضح أن ولادة ما يسمى بجبهة إنقاذ التبو هي نتاج مشروع قوى دولية وإقليمية.

أهم القوى الإقليمية المتداخلة في تخليق وتوليد هذه الجهة:
أن إسرائيل شاركت في الاجتماع التأسيسي للجبهة في أوسلو عام 2007 ثم في عام 2010، في المرة الأولى شاركت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني وفي الدورة الثانية داني أيلون نائب وزير الخارجية والذي يتولى إدارة ملف شمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

عيسى عبد المجيد التقى بعدد من المسؤولين في المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية (الموساد) والاستخبارات العسكرية (أمان) في باريس وبروكسل وفي برلين وكوبنهاجن ودول إفريقية.

وأثناء الحرب التي شهدتها ليبيا عام 2011 التقى عيسى عبد المجيد بقيادات أمنية إسرائيلية عاملة في إفريقيا وكذلك قيادات سياسية تدير مؤسسات أمنية، حيث التقى مع كل من:

– شلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق وأحد العاملين في مؤسسة الاستشارات الأمنية المتغلغلة في أكثر من 15 دولة إفريقية.
– نسيم زويلي سفير إسرائيل الأسبق في فرنسا ومستشار للرئيس السنغالي السابق عبد الله واد والمسؤول عن إدارة النشاط السياسي لمؤسسة جلوبال التي يملكها الملياردير الإسرائيلي بيني شتاينمتس.
– داني ياتوم رئيس الموساد الأسبق والذي يعمل في مؤسسة جلوبال كرئيس لطاقم المستشارين الأمنيين في الشركة.
الجنرال يسرائيل زئيف رئيس شعبة العمليات السابق في الأركان العامة التابعة للجيش الإسرائيلي ومدير شركة جلوبال.
هذه اللقاءات تجري بشكل منتظم منذ بداية العام الحالي في عدة عواصم إفريقية منها نجامينا وكناكري وأبيدجان وداكار.

لكن أهم هذه اللقاءات وأخطرها تمت في عاصمة جنوب السودان جوبا عندما التقى وللمرة الثالثة بنائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون مع عيسى عبد المجيد في بداية شهر فبراير لنقل إليه رسالة من وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تتضمن تعهدا إسرائيليا بدعم جبهة التبو على كافة الأصعدة.

اللقاءات وكما يكشف عن ذلك أحد قيادات المؤسسة عاموس بن ابراهام القائد السابق لوحدة العمليات الخاصة في الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي وحدة المتكال العاملة خلف الخطوط أسفرت عن اتفاق مع زعيم جبهة التبو عيسى عبد المجيد على:

دعمه تسليحيا وتدريب أفراد وأعضاء جبهة التبو تدريبا عسكريا على حرب العصابات والحرب الكلاسيكية في قواعد تابعة للمؤسسة في منطقة البحيرات العظمى في الكونجو برازافيل وفي جنوب السودان.

دعم الجبهة في صراعها من أجل السيطرة على منطقة سبها التي تضم آبار للنفط في شرقي وجنوب ليبيا والمحاذية لتشاد وكذلك للسودان.

وقد تعهد زعيم التبو عيسى عبد المجيد بأن يمنح الشركة امتيازات لاستغلال النفط في المنطقة بعد الاستقلال وإقامة دولة التبو على غرار ما فعلته مع دولة جنوب السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى