مجلة أمريكية: “حفتر” استخدم سلطاته لإبعاد “سيف الإسلام” عن السباق الرئاسي

كشف تقرير أمريكي، كيفية استخدم المترشح الرئاسي خليفة حفتر، سلطاته لإبعاد المترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي من سباق الرئاسة مما أدى إلى تأجيل الانتخابات.
ونشرت المجلة الأمريكية “فورين بوليسي”، تقريرها بعنوان: “الانتخابات لا يمكنها إصلاح ما يحدث في ليبيا”، ويفيد بأن هناك خلافات مستمرة حول أهلية بعض المرشحين الرئيسيين للانتخابات.
وأكد التقرير أنه لو كانت الانتخابات قد جرت كما كان مقرر لها فى 24 ديسمبر الماضي، لوقعت اشتباكات بين الجماعات السياسية والفصائل العسكرية المتنافسة.
وبحسب التقرير تتمثل المشكلة في خليفة حفتر المدعوم من روسيا والقوات الغربية المدعومة من تركيا، فضلا عن عدد لا يحصى من الميليشيات، موضحًا أن حفتر هو الشخصية الأكثر إثارة للخوف من المرشحين حيث يدير الجيش الليبي الذي يبلغ قوامه 25,000 شخص، وكذلك بدعم بري من المرتزقة الروس.
ويعتقد محللون بحسب التقرير أنه سيتلاعب بالانتخابات تحت تهديد السلاح دون ندم، حيث كان ترشيح حفتر موضع خلاف منذ اتهامه هو وحلفاؤه بتحريف قانون الانتخابات لصالحه.
وتابع التقرير: “فلو خسر حفتر الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، لكان لا يزال بإمكانه العودة إلى منصب القائد العسكري للجيش الليبي وممارسة نفوذه من خلال جيش مواز في البلاد”.
وأضاف التقرير تصريح أنس الغماتي، المؤسس والمدير العام الحالي لمعهد صادق في طرابلس، أن حفتر لا ينوي التخلي عن السيطرة سواء فاز أو خسر، قائلا:” في حال فوزه سيستخدم الشرعية الانتخابية للعودة الى الحرب ضد منافسيه العسكريين وإذا خسر، يمكنه أن يسحب عملية بناء الدولة وأن يجعلها رهينة لمطالبه”.
وأكد “غوماتي”، بحسب التقرير، أن التأخير في الانتخابات لا يزال إلى حد كبير نتيجة إعادة ظهور سيف الإسلام القذافي نجل القذافي كمنافس لحفتر، موضحًا ان سيف الإسلام القذافي، سيأخذ دعم الأشخاص الذين يدعمون حفتر، كما أن العديد من المقاتلين في الجيش الليبي الذي كان يسيطر عليه حفتر قد خدموا مع معمر القذافي في وقت سابق.
وتابع: “ثم أن هناك ليبيون يشعرون بأنهم خدعوا ويشعرون بالحنين إلى أيام الاستقرار في عهد معمر القذافي وأنهم يعتقدوا أن ابنه هو الحل لمشاكلهم”.
وتحدث التقرير عن أن “حفتر” أدرك ذلك وتصدي لسيف الإسلام بأنه تواصل مع رموز حكومة الوفاق حيث التقى مع اثنين آخرين من أبرز المرشحين الرئاسيين من غرب ليبيا، بمن فيهم وزير الداخلية السابق فتحي باشاغة، في إشارة علنية للتقارب أشارت إلى إمكانية تقسيم السلطة في المستقبل.
وبحسب التقرير فأنه يتمثل جوهر المشاكل الليبية في استمرار غياب الدستور – أو حتى الاتفاق على المبادئ السياسية الأساسية اللازمة لإنشاء دستور.
وذكر التقرير أن هناك خوف متزايد من أن ليبيا قد تظل منقسمة بشكل دائم، بل إن البعض اقترح الفيدرالية أو تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، كما كان الحال في الحقبة الاستعمارية.
واختتم التقرير بأن عملية الأمم المتحدة التي تعتزم توحيد ليبيا و شق طريق إلى دولة حديثة من خلال الانتخابات تعتمد على دعم الحياة.