“كارنيغي” يرجح اتجاه ليبيا نحو نزاع جديد بعد إجهاض الانتخابات

رجح مركز مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط اتجاه ليبيا نحو جولات جديدة من النزاع إثر إجهاض انتخاباتها مؤخرًا.
واعتبر المركز أن ليبيا الآن تدخل مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، حيث يُعتبر احتمال اندلاع نزاع مسلّح بين الأطراف المختلفة مرتفعًا، في ظل انحسار آفاق تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي.
وأوضح المركز، أن هذه الآفاق القاتمة تنعكس بوضوح في مزاج المواطنين، لقد قام أكثر من 2.5 مليون ليبي بالتسجيل للتصويت في الانتخابات، ولكن النقاشات الطويلة حول برامج المرشحين الإصلاحية في العام 2012 استُبدِلت بأحاديث تهكّمية عن الشوائب التي سادت المرحلة التحضيرية للانتخابات.
وأشار المركز إلى أن الميليشيات الآن، وبعد إرجاء العملية الانتخابية، تستعرض عضلاتها، ففي الأيام الأخيرة، علا صرير أرتال المدرعات التي تضم عناصر ينتمون إلى مجموعات مسلّحة، وتهافتت على العاصمة طرابلس مزوّدةً بمدفعياتها الثقيلة لترهيب خصومها، وقد عمد بعضها، في خضم ذلك، إلى محاصرة مقر الحكومة المؤقتة، ومن الدوافع خلف هذه التعبئة هو التنافس على قابلية التأثير على الحكومة في طرابلس، وعلى المؤسسات السيادية في البلاد، بعد تأجيل الاقتراع إلى أجل ٍغير مسمّى.
في ضوء إرجاء الانتخابات، تحاول الشخصيات السياسية البارزة، منها من يتحكم أيضًا في بعض المجموعات المسلحة، أن تشكل تحالفات لتتقاسم النفوذ وتحاصص السلطة. قد يتبلور ذلك عن طريق مساومات ضيقة لإعادة هيكلة الحكومة، إنما أيضًا، وعلى نحوٍ مقلق، قد تتم هذه العملية عبر ترهيب الخصوم باستعمال السلاح.