أخبار

في الذكرى العاشرة لاستشهاده.. أهالي بني وليد: القذافي رمزٌ وسيبقى في قلوبنا وليبيا لم تعرف استقرارًا بعده

تحل علينا اليوم الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد معمر القذافي بعد أحداث نكبة فبراير التي تطورت إلى نزاع دامٍ على السلطة وفوضى، لم تعرف ليبيا بعدها استقرارا، ولم تتحقق آمال الليبيين الذين كانوا ينعمون في عهد النظام الجماهيري بنوع من الاكتفاء والرغد الاقتصادي.

وبعد مرور عشر سنوات من العنف غذته تدخلات أجنبية، بقيت مدينة بني وليد التي يقطنها نحو 100 ألف شخص، صامدة، وواجهت المقاتلين المعارضين الذين تمكنوا من احتلالها في التمور/أكتوبر 2012م.

ويبدو أن الزمن توقف في بني وليد، وكأن نكبة فبراير لم تحدث قط، ويظل العلم الأخضر مرفوعًا على مبانيها، حيث يقول أحد أبناء المدينة، في تصريحات لموقع “ميدل إيست” البريطاني، طالعته “أوج”: “سيبقى معمّر في قلوبنا دائمًا”.

وقال محمّد دايري (خمسيني): “معمّر القذافي رمزٌ ولديه أنصار، سواء كان موجودا أو لا”، مضيفا: “ما وصلت إليه ليبيا اليوم هو من فشل كانت سببه الأمم المتحدة التي جرتها قوات استعمارية، قالوا إنهم فعلوا هذا من أجل المدنيين، فأين هم اليوم بعد معاناة آلاف الليبيين المدنيين والنازحين؟”.

وتابع دايري بأسى: “كانت سابقة في التاريخ، دولة تقرّر الهجوم على إحدى مُدُنها وعلى سكّانها”.

وقال محمّد أبي حمرة الذي يضع ساعة يد تحمل صورة القائد الشهيد: “قبل 2011م، كانت ليبيا تحت نظام جماهيري كان فيه كل الليبيين أسيادا، أمّا اليوم، فنستذكر عشر سنوات من الظلم والقصف والقتل والخطف”.

وذكر: “نحن نعلم أن الثورة هي تغيير للأفضل، لكن ما حدث بعد 2011م لم يكن ثورة بالمفهوم الصحيح، بل مؤامرة ضدّ ليبيا ومستقبلها وثرواتها”.

ويشعر المهندس فتحي الأحمر (50 عاما) بالأسى نفسه، قائلا: “سبب تعلق هذه المدينة بالنظام السابق هو ما جرّ علينا فبراير 2011م من حروب ومآس وتقسيم البلاد وانتهاك سيادة الدولة”.

وأضاف “لا زلنا نتشبث بالماضي لأننا ما زلنا نرى فيه الأمن الذي نفتقده في ليبيا اليوم”.

وأكد عصام الماجري الذي يقطن طرابلس، أن عشر سنوات من تدهور الوضع أثرت على حياة الليبيين سواء من الجانب النفسي أو الجانب الاقتصادي.

وقال عبدالفتاح بالنور (40 عاما)، وهو من سكان طرابلس أيضا: “نعيش حاليا صراعات ناجمة عن فشل في إدارة الأزمات وإدارة التغيير”.

ويرى أن عدم وجود مؤسسات وعقول تدير البلاد، إلى جانب عدم إدراك النخب الحاكمة بأن المراحل الانتقالية هي أخطر مراحل تمر بها ليبيا وتحول الصراع من سياسي إلى عسكري، يجعلهم يدورون في حلقة مفرغة.

وقبل عشر سنوات نفذت فرنسا مخططها مع دويلة قطر، للتخلص من القائد الشهيد معمر القذافي، وأظهرت الأدلة والوثائق تورط تنظيم الحمدين في تمويل ودعم المليشيات الإرهابية وجماعة الإسلام السياسي، لنشر الفوضى في البلاد.

وبدأ سيناريو التدخل القطري الفرنسي لتدمير ليبيا، ليس فقط بإثارة الفتن في البلاد، بل أيضا بدعم التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصولا إلى القصف العنيف والعشوائي على سرت واغتيال القائد في الـ20 من شهر التمور/أكتوبر 2011م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى