الرميح يتناسى جرائم حفتر في ليبيا ومطالبة القضاء الأمريكي بمثوله أمامه

قال المدعو رمزي الرميح إن ترشح خليفة حفتر للانتخابات الرئاسية مطروح منذ سنوات، مشيرا إلى أن هناك عدد من الليبيين طالبوا بترشحه.
وفي هذا الصدد يمكن القول أن حفتر كانت له شعبية على الأرض عندما حارب الإرهاب في بنغازي وفي درنة وغيرها من مناطق الشرق، ولكن جرائمه في طرابلس التي استمرت ما يقارب السنة والتي راح ضحيتها المئات من الليبيين سواءا ممن كانوا مناصرين له أو ممن حاربوه، مسحت كل ما بقي له من ميزات.
من جهة أخرى، يجب ألا ننسى أن خليفة حفتر أصبح قاب قوسين أو أدنى من الإدانة بارتكابه جرائم حرب في ليبيا، خاصة بعد أن سمح الكونغرس الأمريكي بمحاسبة المواطنين الأمريكان عن أي جرائم ارتكبت في ليبيا، وليس ذلك فحسب فهناك عدة قضايا رفعت ضد حفتر من قبل أهالي ضحايا حرب طرابلس، وانتهت أخر قضية بحكم قاضي محكمة بفرجينيا بضرورة توفير حفتر الأدلة والمعلومات المطلوبة لاستكمال التحقيق، وهو ما كان يرفضه محامو حفتر بذريعة أن هذه معلومات تمس الأمن القومي لدولة أجنبية.
حفتر يدرك تماما أنه مدان في تلك القضايا لذلك يبحث عن الذرائع للتملص من توفير الأدلة، زد على ذلك إعلان محاميه رفضه الامتثال لاستدعاء المحكمة في فرجينا خلال الأيام القادمة، وهو ما يدل على قلقه من الأحكام التي قد يتعرض لها، وبالتالي لا تنطبق عليه شروط الترشح لرئاسة ليبيا، لأنه مطلوب في الولايات المتحدة على ذمة قضايا جنائية تخص جرائم ارتكبها في ليبيا.
ولا ننسى أن الهزيمة التي مني بها حفتر وعدم تمكنه من النطق ببنت شفه تجاهها دليل راسخ على أن هدفه من اجتياح المنطقة الغربية والوصول إلى طرابلس والسيطرة عليها لم يكن إلا بهدف الوصول للسلطة ليس إلا.
وإذا كان حفتر تمكن من خلال قوات الكرامة من محاربة الإرهاب في الشرق، فقد أصبح عناصره ورجالاته المسيطرين على الشرق والجنوب الليبي مليشيات لا حاكم لها، ترتكب الجرائم من قتل وخطف وسلب وغيرها دون حسيب أو رقيب، والأمثلة الواضحة على ذلك لا تخفى على أحد.
كما أن الليبيين لم ينسوا أبدا أن خليفة حفتر جاء إلى ليبيا بعد أحداث 2011 حيث كان منفيا في ولاية فرجينيا الأمريكية، والتي قضى فيها سنوات عديدة، فتمكن من الحصول على الجنسية الأمريكية، ليكون أحد رجالات الولايات المتحدة الأمريكية وأحد أذرعها بعد عودته لليبيا.
ولا ننسى أيضا أنه يفترض أن يكون المترشح للرئاسة ليبيا، ولكن هل سيوافق الليبيون على أن يكون ليبيا أمريكيا، ولأيهما سيكون ولائه الأكبر لليبيا التي تحتاج للبناء أم للولايات المتحدة التي يرسل أمواله لمصارفها.
الرميح يتحدث عن وجود بعض الدول الداعمة لحفتر، وهنا يتساءل مراقبون أليس جميع المرشحين الذين تقلدوا مناصب وكانت لهم كلمة مسموعة خلال السنوات العشر الأخيرة لهم داعمين من الخارج.
ويضيف مراقبون إن مثل هذا التصريح له دلالة قوية على العمالة، وعلى أن الدعم المزيف الذي يتلقاه هؤلاء هو لصالح تلك الدول وليس لصالح الشعب الليبي، فليس بجديد على قطع الشطرنج الموجودة على الساحة الليبية اليوم عمالتها للعديد من الدول الساعية لاقتسام الكعكة الليبية بأياد ليبية.