أخبار
هذا ما كتبه ناجي إبراهيم بمناسبة قرب حلول ذكرى ثورة الفاتح

في عيد الفاتح العظيم الثاني و الخمسين ، لن أحدثكم عن الأنجازات المادية ، وما يلوكه الجردان ( البنى التحتية) التي أنجز منها ما يفوق كل تصور أذا ما علمنا أن ليبيا قبل ثورة الفاتح 69 لم تكن شيئاً وورثت الثورة شعباً يعاني الفقر والمرض والجهل والعوز ويسكن أكواخ الصفيح ويبيت على الطوا وينخر جسده البق والبرغوث ، وثرواته تعبث بها وتنهبها الشركات الغربية ، وأراضيه الزراعية يمتلكها ويستثمرها أكتر من عشرين ألف آيطالي كان أغلبهم جنود وضباط في جيش الأحتلال الأيطالي ، وسيادة مرتهنة وأستقلال صوري ، وحكومات تتشكل وفق مشئة السفارات الآستعمارية وتحميها المخابرات البريطانية والأمريكية ، الأنجازات المادية من طرق واسكان ومواصلات وصحة وتعليم وغيرها، يمكن أن تنفذها أي حكومة تكنوقراط أذا ما توفرت الأرادة والتمويل ولم تكن يوماً مشروعاً ثورياً
سأحكي لكم عن أنجاز السيادة الكاملة غير المنقوصة والتي لاتقبل التنازل والتي أعلن عنها قائد الثورة معمر القذافي وهو يفاوض الحكومتين الأمريكية والبريطانية ويطلب منهم أنهاء وجودهم العسكري في ليبيا وبأسرع وقت ويذكرهم بأن الحكومة التي مكنتهم من أستباحة الأراضي الليبية وفق أتفاقيات مذلة صارت من الماضي ، ودستورها الذي خولها من أمضاء تلك التعهدات صار في سلة المهملات ، وعليهم فقط التفكير في طريقة الخروج ولاشئ غير ذلك ، وألا ستواجهون شعب وجيش بقيادته الثورية الجديدة يقاتلكم بالبنادق والرشاشات من شارع إلى شارع ومن زنقة الى زنقة ، وستتحول ليبيا إلى فيتنام شمال أفريقيا ، ورضخ الآستعمار وأجبرت الدول الأستعمارية على أجلاء جنودها وعتادها في وقت قياسي ولحق بهم 30 ألف مستوطن أيطالي ليتملك المزارع والمصانع والورش أبناء الفقراء الذين كانوا يطالبون بالتطير والتغيير وكانت ثورة الفاتح آستجابة صادقة لنداءاتهم ، وأمتدت السيادة لأعادة الأرض وفق الأرادة الحرة المستقلة التي لاتخضع لأملاءات خارجية ، إلى تحرير السماء( حيث كانت الأجواء الليبية تخضع إلى أقليم مالطا ، ولم يعرف العالم ليبيا قبل الفاتح 69) وآستردت ليبيا بالثورة سيطرتها على الأجواء ، وبذلك عرفت ليبيا الأستقلال الحقيقي والسيادة التامة والكاملة ، وهذا الأمر أزعج المستعمرين الذين حاكوا المؤامرات والخطط بمحاولات أنقلابية فاشلة وعمليات أغتيال آستهدفت قائد الثورة وشنوا الحروب ونفذوا الحصارات الأقتصادية بمبررات وحجج ثبت كذبها ، وجندوا العملاء والجواسيس وحولوهم الى حصان طروادة وطابور خامس وحمير وبغال ركبوا ظهورهم( في نكبة غبراير) الى حيث كانوا بالأمس قبل الفاتح 69
معارك تأميم النفط والمصارف كانت معركة لا تقل خطورة وشراسة عن معركة الأجلاء ، حيث قامت الثورة بتأميم المصارف الأجنبية التي كانت تتحكم في الأقتصاد الليبي وتلحقه بأقتصاد الدول الأستعماري مثل باركليز بنك الذي صار مصرف الأمة ، وبنفس العزيمة وقوة الأرادة أعلنت الثورة تأميم شركات النفط التي كانت وتنتج وتدير ثروة النفط وتتمتع بارباح وعائدات ضخمة حرم منها الشعب الليبي ، وعادة ثروة النفط لتكون سند وعضد في حركة التنمية والبناء التي عرفتها ليبيا في عهد الفاتح العظيم من طرق وأسكان وزراعة وصناعة غيرت وجه المجتمع الليبي من البؤس والفقر والعازة الى مجتمع يتطلع الى النماء والتقدم وخاضت الثورة حركة تحول هائلة على صعيد التعليم لتشمل المدن والقرى والأرياف وعملت منذو يومها الأول على محاربة الجهل والقضاء على الامية التي بلغت أكتر من 90 في المية
وفي غمرة هذه التحولات والمعارك التنموية لم تتوقف الموامرات التي تديرها أجهزة المخابرات الأجنبية لأجهاض تحول ليبيا الى بلد حر ومستقل وأعادتها الى بيت الطاعة الأستعماري الذي تحررت منه بفعل ثورة الفاتح العظيم
الا أن جميع تلك المحاولات فشلت وقبرت في مهدها بفعل الأرادة والتحدي والعزيمة والتصميم على قهر التخلف والأنتصار على الفقر والمضي قدما في صنع التقدم الأمر الذي تطلب العمل غلى بناء مجتمع متحرر من التبعية للخارج
من أجل ذلك ولأجل كسر أرادة التحدي وهزيمة ثقافة المقاومة جمعت دوائر الأستعمار كل امكانياتها واحلافها وجندت عملائها وفي حرب غير متكافئة قادت دول الأستعمار بأعلان الحرب ضد ليبيا وقائدها لكسر اارادة الأستقلال واعادة ليبيا الى بيت الطاعة الأستعماري والسيطرة على ثروات شعبنا ونهبها والسيطرة على ارضنا ومياهنا
وهذا ما كان اما ما يجب أن يكون سيعلنها الشعب الليبي في لحظة من لحظات القدر الرهيبة