مآثر فبراير التي ذلت الليبيين.. والمغيبة عن الحبيب الأمين

يقولون إنه مغيب عن إنجازات فبراير .. فعن أي شيء هو مغيب.. سؤال يطرحه المواطن في الشارع؟
الحبيب الأمين أحد بيادق نكبة فبراير، قال في تصريحات لقناة إخوانية تبث من خارج ليبيا، إن الدكتور سيف الإسلام مغيب عن الإنجازات التي حققتها فبراير .. الإجابة بكل بساطة عن هذا السؤال، كيف يكون مغيبا وهو لم يخرج من ليبيا وفضل أن يعيش كأي ليبي في بلد متشظي تتقاسمه المصالح والأهواء.
هذه ليست كل الإجابة عن السؤال، فالشق الثاني منها يتثمل في سرد نعمات فبراير ومآثرها وإنجازاتها الضخمة التي ذلت كل ليبي في الداخل والخارج، ورملت النساء، ويتمت الأطفال، وأثقلت كاهل الرجال، وحرمت الناس الأمان والاستقرار.. بل أنها حرمتهم حتى الحق في الحياة.
إن كان سيف الإسلام مغيبًا عن إنجازات فبراير.. فهل من ينعمون بالثراء الفاحش في الخارج، يعرفونها، إذا لماذا لا يشاركونها مع الليبيين على تراب الوطن.
ولكن يمكن أن نذكر المعاناة التي غيب عنها الحبيب الأمين وأمثاله ممن باعوا الوطن.. هؤلاء مغيبون عن انقطاع الكهرباء ليومين وثلاثة أيام بسبب الإظلام التام في بعض المناطق، مغيبون عن الحاجة لشراء مولدات تصل للعشرات في بعض شوارع العاصمة، مغيبون عن توقف الأجهزة في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء.
ونذكر أيضا تغيب هؤلاء عن انقطاع المياه لعدة أيام لأسباب مختلفة تبدأ من الكهرباء وتنتهي بالاعتداءات المتكررة على منظومة النهر الصناعي العظيم، ناهيك عن تلوث المياه بسبب تلك الحوادث المتكررة.
هؤلاء مغيبون عن طوابير الخبز التي يصطف فيها الليبيون باحثين عن رغيف يقتاتون به، مغيبون عن طوابير المصارف التي يبيت أمامها العشرات من المواطنين علهم يحصلون على دراهم لن تكفيهم.. هؤلاء مغيبون عن اضطرار سيدة للوقوف في تلك الطوابير رغم حملها فتتعرض لمخاض الولادة وهي في تلك الطوابير وتضطر لأن يرى ابنها النور في ظل هذه المأساة التي يندى لها جبين كل حر شريف.. هذه الحادثة لم يشهدها تاريخ أي دولة في العالم إلا في ليبيا.
أي إنجازات يتحدثون عنها بعد أصبحت ليبيا سوقا كبيرا لبيع البشر، فعندما كان الدكتور سيف الإسلام يقبع في زنزانته، سجلت كاميرات الإعلام الدولي سوق نخاسة في ليبيا يباع فيها البشر بالمزاد العلني.. ففي سوق العرب يباع الناس جهارا نهارا بأسعار متفاوتة إذ يبلغ الأعجمي الناطق بالعربية بنحو 400 دينار ليبي و الاعجمي بحوالي 300 دينار ليبيا.
في ليبيا قبل 2011 لم يكن أحد يجرؤ على الحديث عن اعتبار ليبيا مصدر قلق بل وفزع لأوروبا بسبب أفواج الهجرة، ولكن اليوم ليبيا هي أحد البوابات الأكثر رعبا لأوروبا بعد أن فتحت على مصراعيها للمهاجرين بعد غياب الأمن.
ومن إنجازات فبراير أيضًا، توقفت جميع مشاريع ليبيا الغد التنموية التي كان أغلبها قد تم الانتهاء منه أو تم إنجاز نسبة منه، لتحول تلك المشاريع التي كانت ستصل خدماتها ورفاهيتها لكل ليبي، إلى بند علاج الجرحى والمصابين في الحروب، والذين لا يزالون يعانون الأمرين بعد أن فقد الكثير منهم أطرافه، أو أصيب بإعاقة دائمة.
إنجازات فبراير تتحدث عنها الزاوية ومرزق وبنغازي وسرت وطرابلس وتاورغاء وغيرهم، المدن التي دمرتها الحروب وأصبحت الكثير من المناطق فيها خاوية على عروشها وحاضنة للإرهابيين أو الحشرات والأفاعي بعد تهجير سكانها بسبب الحروب والاشتباكات اللعينة.
عند الحديث عن إنجازات فبراير لابد لنا أن نتذكر الساسة الذين يقودون البلاد من منتجعات مصر وتونس وتركيا، النواب الذين اختارهم الشعب ليتسمكوا بكراسيهم أكثر من 7 سنوات دون النظر لحال من انتخبوهم ووضعوا الأمل فيهم لينتشلوا البلاد من ظلماتها.
الساسة الذين تحكمهم مآرب ومصالح مختلفة تتنوع بين الشرقية والغربية، فيسيرون البلاد بناءا عليها فتندلع الحروب كلما خمدت، حتى أصبحت ليبيا شعلة نيران لا تكاد تنطفئ.
إنجازات فبراير يتحدث عنها من يفترض أنهم ممثلو ليبيا في الخارج، والذين تولوا تلك المناصب بناء على مصالح ووساطات، بعيدا عن الكفاءة والنزاهة، حتى أصبح الحشاش سفيرا للبلاد في أهم جزيرة في البحر المتوسط، جزيرة مالطا التي تربط أوروبا والعرب والأفارقة، لتشكل اهم محطة للدعم اللوجستي للأسطول السادس الأمريكي.
فبراير جعلت الجواز السفر الليبي الذى كان يمنح كل مواطن يحمله الحق في دخول كل دول العالم عدا فلسطين، بات غير قادر على حامله طرابلس إلا عبر منظومة يشرف عليها أحد كوادر قندهار.
مآثر فبراير ونعماتها التي أرهقت كل الليبيين فدفعت شبابها لخوض مغامرات البحر ومخاطره في رحلات هجرة غير شرعية للخلاص من ذلك الألم الذي يقاسونه في وطنهم، لم تنتهي وتحتاج حلقات وحلقات للحديث عنها.. تلك المآثر يعرفها كل ليبي يعيش على تراب الوطن ومنهم الدكتور سيف الإسلام القذافي الذي لم يبرح أرض أجداده ليعيش مع الليبيين ما يعيشونه، ولكن هذه الإنجازات تغيب عن أولئك الذين فضلوا الخروج من ليبيا ليتحدثوا وينظروا من خارجها.