أخبار

رسالة الدكتور سيف الاسلام القذافي للشعب الليبي

وجه مكتب الدكتور سيف الاسلام القذافي عن طريق محاميه خالد الزايدي، رسالة، موجهة إلى الشعب الليبي تناولت مختلف القضايا التي يعانيها الليبيون مؤكدا على ضرورة الاستعداد والمشاركة في الانتخابات باعتبارها المحدد في مستقبل الليبيين.

وقال سيف الإسلام في رسالته “نخاطبكم اليوم وقد مرت على بلادنا ليبيا وشعبها الكريم أكثر من 10 سنوات عجاف .. عانت فيها كل ظروف التشظي والانقسام والاحتراب  .. وهدر الموارد والثروات .. وضنك العيش وفقدان الأمن والأمان .. وضياع فرص التنمية والتطور التي تشهد أطلالها عليها اليوم .. – حدث كل ذلك بسبب التدخل الخارجي الآثم الذي دمر البلاد والمؤسسات .. واستباح الأرض وقهر العباد .. وأضاع السيادة والاستقلال .. ومزق النسيج الاجتماعي ونشر الأحقاد والضغائن والفتن .. واستورد ووطّن كل قوى ومظاهر الإرهاب العابر للحدود في بلادنا.

وأضاف قائلا “إلى سكان مُدننا الجميلة العريقة الصابرة .. – إلى سكان قرانا الهانئة الوادعة .. – وإلى جميع أبناء قبائلنا المجاهدة الصامدة .. – الذين عانوا من الإقصاء والتهميش .. – إلى المهجّرين والنازحين ..الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق .. – إلى حرائر ليبيا الطاهرات … اللواتي أُرغمن على مغادرة بيوتهنّ وتركن تعليمهنّ ووقفن في طوابير طويلة أمام المصارف والمخابز .. – إلى القدرات والكفاءات العلمية … التي عُطّلت في الداخل .. وهُجّرت الى الخارج .. لتحرم بلادنا من فرصة التقدم والنهوض بسواعد أبنائها ومن استئناف مسيرة النماء والازدهار .. – إلى الشباب الليبي النشيط والمعطاء … الذي حوّله الأعداء وموكليهم إلى عصابات مسلحة يقاتل بعضها بعضا .. لمصلحة أفراد ينهبون خيرات بلادنا .. – إلى المعلمات والمعلمين المخلصين … الذين يعانون ظروفا عصيبة تمنع أدائهم لرسالتهم المقدسة الخالدة على أكمل وجه … – إلى أساتذة الجامعات والمعاهد والمدارس … الذين يئنُّون ويتحسّرون على ما أصاب العملية التعليمية من تسرب في الطلاب .. وتحريف في المناهج .. وفشل ذريع في المخرجات ..  الذي أدى الى ظهور شبح الأمية من جديد في بلادنا التي كانت من الدول الرائدة في إنهائها ومحو أمية شعبها .. – إلى جيشنا الأبيض .. من الأطباء والعناصر الطبية المساعدة … الذين يصرخون وهم يدقون في كل صباح جرس الإنذار بعودة الأمراض التي اختفت منذ منتصف سبعينات القرن الماضي من جديد … والذين يقفون اليوم في الخط الدفاعي الأمامي الأول، ويضحون بسلامتهم وحياتهم للوقوف ضد وباء العصر فيروس كورونا ، في أسوء الظروف وأقل الإمكانيات، بالرغم من تخصيص وصرف المليارات التي تذهب إلى حسابات اللصوص والسُّراق من شذّاذ الآفاق الذين لا يحسّون بخطر الموت الذي يحاصر شعبنا الليبي الصابر … – إلى التكنوقراط والمصرفيين والخبراء والاقتصاديين والماليين … الذين يعرفون وينبهون من سيناريو الإفلاس الذي ينتظر بلادنا والجوع الذي ينتظر شعبها اليوم …. – إلى العاملين في قطاع النفط … الذين يحافظون بكل صعوبة على سلامة إنتاج وتصدير المصدر الوحيد لقوت الليبيين، والذي تعاني تقنيات وظروف إنتاجه وتصديره التهالك والزوال .. وبعد أن أصبح أداة في يد مافيات التهريب والابتزاز، من الذين اكتشفوا المؤامرة وعرفوا أنّ المستهدف هو خيرات وموارد الوطن ومستقبل العيش الكريم لأبنائه … – إلى كل هؤلاء نخاطبكم بالقول: – إنّ تسجيلكم اليوم في منظومة الناخبين هي الشرط الرئيس العملي الذي سيمكّنكم من الانحياز إلى معاناة شعبكم واستعادة سيادة بلادكم وضمان مستقبل أجيالكم بممارسة حقكم في الاقتراع والتصويت في الانتخابات القادمة لاختيار العناصر الوطنية الأفضل .. – ولتصدحوا بأعلى قوّة ممكنة لصوتكم المزلزل…”.

كما قال سيف الإسلام “إنّ تسجيلكم اليوم يُعدّ استحقاقا وطنيًّا أملتهُ الظروف العصيبة التي تمرّ بها بلادكم، ومن أجل إنقاذها من مخططات التدمير والتقسيم .. وإضافة مهمة لدعم ومساندة من سبقكم إلى التسجيل في الانتخابات السابقة .. بتطلع إلى الخلاص من العبث والفوضى والعودة إلى استئناف مسيرة الاستقرار والتنمية والازدهار والسلام .. – ونذكّركم: – بأنّ انتخابات شهر ديسمبر المقبل ونتائجها، ستحدد معالم ومستقبل ليبيا في العقود المقبلة ..إنها الفرصة الأولى – وقد تكون الأخيرة – التي سيحدّد ويختار الشعب الليبي من خلالها من يحكمه .. – وأنّها المناسبة التي نعلن فيها أن لا مجال للإقصاء واحتكار السلطة من قبل القوة التي كانت سببًا في تدمير ليبيا وجعلت منَّا بلادًا تقتات على الصدقات والهبات والمعونات. – وأنّ هذه الانتخابات لن تكون فعالة ومنتجة للنتائج المنتظرة منها إلا إذا انخرطت كل مكونات المجتمع الليبي في عملية خوض غمارها وتوجيه مخرجاتها لصالح وطنهم وبلادهم ، وخاصة فئات الشباب التي تعدّ أكثر الفئات المعنية بها اليوم .. لما لها من آثار على حياتها ومستقبلها”.

وأكد في رسالته “أنّ إثبات حضوركم السياسي ومشاركتكم الإيجابية الفعالة ستقطع الطريق على الانتهازيين والفاسدين واللصوص والمرابين للوصول إلى السلطة وصناعة الأزمات وسرقة فرص وآمال وطموحات شعبكم العظيم في الاستقرار والسلام والتقدّم والازدهار .. – إنّنا اليوم نوجّه كل القوى الوطنية الغيورة في الداخل والخارج والقوى الاجتماعية الفاعلة ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وشريحة الشباب والمرأة للعمل بجدّيّة، ورصّ الصفوف من أجل ليبيا الغالية التي دفع أجدادكم وآباؤكم دمائهم من أجلها. – أيها الليبيون والليبيات … – المتطلعين لغد مُشرق .. ولبلد مستقل وذو سيادة .. ولتجسيد إرادة الشعب الحرة المستقلة … – هاتوا أيديكم … – وشمّروا عن سواعدكم .. – وافتحوا قلوبكم .. – وانسوا أحقادكم .. – ولنعمل جميعا من أجل : – إنقاذ بلادنا .. – ومعالجة آلام وجراحات شعبنا .. – وتحقيق الانتصار التاريخي له ولها .. – ولنجعل من موعدنا في 24 الكانون/ ديسمبر مناسبة لنقول لهم: – نحن هنا .. والسلام عليكم .. الله أكبر .. والعزة لله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى