أخبار

السيطرة لا تعني القيادة.. المسيطرون كثر.. ولكن القادة نادرون

هذه الصورة.. وتلك الحكمة التي تحتها تحكي حال ليبيا اليوم.. هكذا يرى الليبيون وضع البلاد بعد سنوات عشر عجاف ذاقوا خلالها الأمرين.

سيارة ليبيا التي توقفت عن السير منذ عام 2011 بسبب من يحاولون قيادتها خلال هذه الأعوام، تكاد تفقد ما بقي من قطعها وإمكانياتها، بعد سلسلة من الانهيارات والفساد والسرقات والنهب والبحث عن المصالح.

فأولائك الذين يحاولون قيادة سيارة ليبيا لا يعلمون حتى كيف يركبونها بالشكل الصحيح، فكيف يمكنهم قيادتها، هم لا يبحثون إلا عن تملكها والسيطرة عليها وهو ما تمكنوا منه بالفعل، ولكن كثرتهم جعلتها عبارة عن ساحة للصراعات بين أولائك القرود الذين اعتلوا السيارة.

ثلة القرود تلك حاولت جلب المستعمرين من هنا وهناك حتى أصبحت ليبيا كعكة يتقاسمها الحلفاء ويتصارع عليها أصحاب المصالح بأيادي تلك القرود التي تتعلي السيارة.

ليبيا قبل 2011 كانت تسير في طريق معبد مجهز لتكون قطعة من الجنة، كانت لديها خطوات محددة، درجات ستعتليها واحدة تلو الأخرى من خلال قادة مثقفون واعون وسياسيون محنكون ووطنيون عارفون بأحوال البلاد وشؤونها وطبيعتها وثقافة شعبها.

وفر قادة ليبيا قبل سنوات عشر استقرار وأمان وخطط للمستقبل تتضمن التطوير في كافة المجالات، حتى أن منها ما شمل جوانب الادخار لكل مواطن، ولكن كل ذلك توقف مع إخراج القادة الوطنيين من السيارة، ليسيطر عليها مجموعة من القرود.

اليوم يمكم القول السيطرة لا تعني القيادة، فالمسيطرون كثيرون ولكن القادة نادرون، ولهذه الندرة يجب إغلاق كل الطرق على كل من يمكن أن تسول له نفسه السيطرة على ليبيا من جديدة والدخول بها في مرحلة انتقالية أخرى.

ولهذا تتزايد الدعوات للتسجيل في سجل الناخبين للمشاركة في الانتخابات، لتولية من يستحق أن يقود سيارة ليبيا نحو الطريق المعبد من جديد والخروج بها من غابة الجحيم الذي توقفت فيه منذ سنوات.

الليبيون في العديد من الاستفاءات والاستطلاعات أكدوا رغبتهم في قيادة الدكتور سيف الإسلام لهذه السيارة، مشيرين إلى أنه الوحيد القادر على الخروج بالبلاد من أزماتها ومن النفق المظلم الذي طال تحمله لسنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى