بعد 10 أعوام.. روما تعود مجددًا لاتفاقية الصداقة الليبية – الإيطالية التي وقعها النظام الجماهيري للبناء للمستقبل

دارت القوى الخارجية الاستعمارية حول نفسها دورة كاملة طوال عقد كامل منذ نكبة 2011 في ليبيا، ثم لم تجد في النهاية مفرًا من العودة لإرث النظام الجماهيري للبناء عليه للمستقبل، ووضع اسس علاقة متينة للقادم في العلاقات، بعد دفن مخلفات فبراير الأسود، الذي لم يستفد منه الليبيون شىء.
هذا بالضبط ما حدث مع إيطاليا. فبعد عقد كامل من التورط الإيطالي عبر حلف الناتو، والقوى الاستعمارية في نسج مؤامرة سافرة، ضد الدولة الوطنية في ليبيا وإسقاط نظامها الجماهيري عام 2011، وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإيطالي لليبيا، ماريو دراجي، فإن الطرفين الحكومة الإيطالية الجديدة، وحكومة الوحدة المؤقتة لم يجدا أفضل من معاهدة الصداقة الليبية – الإيطالية التي وقعها القائد الشهيد معمر القذافي للبناء عليها للمستقبل والاتفاق على تفعيلها، فهى التي تضمن لليبيا بناء علاقات سياسية واقتصادية واستثمارية وعلمية حقيقية مع إيطاليا، وفي نفس الوقت، تدفع روما بموجبها “تعويضات وحسابات معلقة” من الفترة الاستعمارية البغيضة، بعد التزامها بدفع نحو 5 مليارات دولار لليبيا على مدى 20 عامًا ومراجعة الحسابات في ذلك الشأن.
كما أن العودة لاتفاقية الصداقة الليبية – الايطالية الموقعة قبل 13 عاما وبالتحديد 2008، يؤكد بعد نظر الزعامة الليبية التاريخية، ممثلة في القائد الشهيد معمر القذافي. فهى بناء راسخ للحاضر والمستقبل وتنظم العلاقة بـ”ندية” مع قوة استعمارية سابقة.
وعقب اللقاء، الذي جمع بين الدبيبة ودراجي في طرابلس،
قال رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إٔن ليبيا مستعدة لبناء شراكة استراتيجية مع إيطاليا شعارها هو سيادة ليبيا أولاً.
مضيفا: إنه تم التطرق خلال المباحثات إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك والتي من أهمها تفعيل معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية الموقعة في 2008 بجوانبها المتعددة خاصة في ما يتعلق باستكمال تنفيذ الطريق الدولي، إلى جانب تعزير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
ولفت الدبيبة، أن حكومته تتطلع إلى إعادة فتح الأجواء الإيطالية أمام الطيران الليبي وكذلك تنظيم سير رحلات الطيران لشركات البلدين وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة بالنسبة للمواطنين الليبيين بشكل أكبر من خلال زيادة عدد التاشيرات الممنوحة سواء للطلبة، أو رجال الأعمال والمرضى.
فيما قال دراغي، إن الزيارة تأتي في إطار دعم حكومته لليبيا، وللدلالة على أهمية العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الصديقين، مبينا تطلعه للمضي قدما في العلاقة مع الاحترام التام لسيادة ليبيا. والعمل على احياء اتفاقية الصداقة الليبية الايطالية.
وتعتبر اتفاقية الصداقة الليبية – الايطالية 2008، التي وقعها القائد الشهيد معمر القذافي، هى النموذج المثالي لعلاقات ليبيا الخارجية ولعلاقات ليبيا بإيطاليا على وجه الخصوص.
ففيها عبر رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، بالأضرار والمسؤولية الأخلاقية التي لحقت بالشعب الليبي أثناء فترة الاستعمار.
وقال برلسكوني نصا: إن المعاهدة اعتراف أخلاقي بالأضرار التي لحقت بليبيا من قبل إيطاليا خلال فترة الحكم الاستعماري، مكررا أسفه وأسف الشعب الإيطالي.
وتحفظ الاتفاقية الموقعة في 23 مادة، حق ليبيا تماما، وتنص على التزام إيطاليا بتقديم تعويض مالي، يناهز 5 مليارات دولار، بواقع ربع مليار دولار سنوياً على مدى عشرين عاما، كما ستقوم روما ببناء مستشفيات لعلاج الذين تأذوا من مخلفات الاستعمار ،وتحديدا الألغام و بناء مدينة سكنية و منظومة حماية حدود الكتروني، كما تتعهد إيطاليا بالتعاون في الكشف عن حقول الألغام المزروعة في ليبيا و التعاون فى ملف الهجرة غير الشرعية.
كما تلتزم إيطاليا،وفقا لمعاهدة الصداقة، بتخصيص منح دراسية جامعية ولما بعد الجامعة لطيلة مدة الدراسة، لعدد مائة طالب ليبي، تجدد عند نهاية مدة الدراسة لفائدة طلبة آخرين ويتم تحديد معنى هذا التجدد برسائل متبادلة بين الطرفين لضمان الاستمرارية.
وبرنامج علاج لدى مؤسسات علاجية تخصصية إيطالية، لفائدة بعض المصابين من جراء انفجار ألغام بليبيا ، ممن لا يمكن علاجهم بطريقة مناسبة لدى مركز بنغازي للعظام والتأهيل الذي تم إنشاؤه بأرصدة ( إدارة ) التعاون الإيطالي
وتنص الاتفاقية كذلك، على استئناف دفع معاشات التقاعد للمستحقين الليبيين من مدنيين وعسكريين ولورثتهم المستحقين لها بموجب اللوائح الإيطالية النافذة .
وترجيع المخطوطات والقطع الأثرية إلى ليبيا المنقولة إلى إيطاليا من الأراضي الليبية إبان الحقبة الاستعمارية.
وغيرها من المواد التي تكفل سيادة تامة لليبيا وندية كاملة في التعامل مع مستعمر سابق، والحصول على كافة الحقوق من روما.
هكذا حكم القائد الشهيد معمر القذافي، ليبيا طيلة 4 عقود، وطنية وإخلاص واستقلال وكبرياء وتخطيط للمستقبل.