صحيفة أمريكية: ليبيا أصبحت سوريا أخرى لأن الحكومات الأجنبية تستخدمها كملعب لها

قالت صحيفة “نيو إيكونومي” إن التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في ليبيا لم يكن قانونيا بموجب القانون الأمريكي، كما ان الحرب لم تكن مبررة، ولم يتم تقديم الحساب اللازم لهذه النتائج.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها حول الأوضاع في ليبيا، أن مهندسو الحرب على ليبيا لم يعودوا يتباهون بتدخلهم “الجيد” ، لكن لا يوجد دليل على أنهم تعلموا شيئًا من فشلهم حيث لم تتم أي مساءلة لهؤلاء المسؤولين.
وتابع التقرير أن ليبيا تعيش منذ 10 سنوات في حالة من عدم الاستقرار، والمنطقة المحيطة بها تعاني الاضطراب بسبب انعكاسات انهيار الدولة، مضيفا أن الحرب على ليبيا لم تكن ضرورية لصالح أمن الولايات المتحدة أو أوروبا، إلى جانب الفشل الواضح في تحقيق الهدف العلني للتدخل والمتمثل فيما يوصف بحماية المدنيين، بل أن ذلك التدخل تسبب في ضرر أكبر لهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الكونغرس لم يصوت مطلقًا على الإذن بعمليات عسكرية أمريكية في ليبيا، في الوقت الذي لم يكن لدى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما سلطة إصدار أوامر للقوات الأمريكية بمهاجمة الحكومة الليبية.
ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة توارت خلفة “ورقة تين” تمثلت في قرار مجلس الأمن، لكن ذلك لا يمنع أن أوباما تجاوز صلاحياته، خاصة وأن إدارته ادعت أن القوات الأمريكية لم تكن منخرطة في الأعمال العدائية لأن الطرف الآخر لم يستطع الرد بفاعلية.
وقالت صحيفة “نيو إيكونومي”: إن الطيران العسكري الأوروبي لم يتمكن من إثبات أنه حمى المدنيين عندما شن الحرب على ليبيا، مضيفة أنه تعمد إساءة استغلال هذه الذريعة والحديث عن الإطاحة بالقائد الشهيد معمر القذافي.
وأضافت: لقد أدى السعي إلى تغيير النظام الجماهيري في ليبيا إلى توسيع نطاق قرار مجلس الأمن رقم 1973، حيث أقنعت الولايات المتحدة روسيا والصين بالامتناع عن التصويت على القرار على أساس أن الحكومات المتدخلة لن تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الليبية، ولكن ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتوفير غطاء جوي للمليشيات للتمكن من إسقاط النظام، واستنتجت روسيا من هذا أنها كانت مخطئة في تعاونها مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى توتر العلاقات “الأمريكية الروسية” التي ساءت على مدى العقد الماضي.
وذكرت الصحيفة أن الأحداث التي اندلعت في ليبيا فتحت الباب أمام التدخل المستمر للأنظمة الأجنبية في السياسة الليبية وهو الأمر الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم، مشيرة إلى أنه من الذرائع التي تم تقديمها أن التدخل ضروري لأن ليبيا كانت ستتحول إلى “سوريا أخرى”، لكن الحقيقة هي أن ليبيا أصبحت سوريا أخرى على نطاق أصغر لأن العديد من الحكومات الأجنبية تختار استخدامها كملعب لها.