تغرق غات ولا حياة لمن تنادي

مرة أخرى تحرز غات النصر في مسيرتها معلنة نعم للتحدي نعم للعزة والكبرياء … تعلن النصر في مسيرتها بليبيا نحو الغد المشرق… بالصدق والامانة والاخلاص … ولان الطبيعة تحزن اذا لم تثبت مع غات صدق موقفها في العام 2011 وما بعده وما يدور اليوم في ليبيا … وصحة مواقف رجالها ليسموا الغاتيون رغم انف الحاقدين … الحاقدين علي غات فقط لأنها ليبية وحسب …لا تعرف الخيانة ولم تتعلم التزلف والتمسح في بلاط امارة الموز وقصور الامبراطورية …و مراقص وبارات أوروبا … فلا تحيد بوصلتها عن الوطن ومعارك الشرف والرجولة … اليوم واليوم فقط ظهرت وبشكل فاضح وبدون مواربة حجم وشكل المؤامرة على أهلنا في غات بعد ان تخلت عليهم حكومات الشرق والغرب .
انهالت السيول وغرقت غات … في اواخر رمضان … بل وفي أيام العيد … سبح الغاتيون في السيول منقذين أطفالهم على الواح من الخشب … تهدمت البيوت وضاعت الممتلكات ولا حياة لمن تنادي … حكومات في الشرق وفي الغرب تخصص المليارات لتستمر الحرب والدمار علي تخوم طرابلس … وسيول الطبيعة تغرق مدينة ليبية ولا حياة لمن تنادي … حكومة في الغرب تقول انها الشرعية … تطل علي شعبها من امارة الموز المقطر بدماء الليبيين الابرياء عبر الشاشات لتعدنا بالنصر القريب في طرابلس … وهي المهزومة امام سيول الطبيعة وليصرخ الغاتيون غرقاً في ولا حياة لمن تنادي … مفتي الديار يتلقى تهاني العيد بتقبيل يده امام الشاشات ويفتي بجواز إعطاء زكاة الفطر لمقاتلي الوفاق وتموت غات جوعاً وعطشاً و يغرق أهلها … ولا حياة لمن تنادي … حكومة تقول انها حكومة وفاق الليبيين … لم يرى منها الغارقون في سيول غات غير تخصيص المليارات للمجهود الحربي وملايين الدنانير لشراء ذمم عمداء البلديات ومجالس اعيانها الذين عينتهم لضمان ولائهم وعدم الانقلاب عليها … ولا حياة لمن تنادي … وحكومة الشرق التي تنسب شرعيتها الي مجلس نواب الشعب المنقسم علي نفسه ووزير اقتصادها يوزع الحصص التموينية علي مناطق نفود حكومته لضمان الولاء … وتغرق غات ولا حياة لمن تنادي … تُهدم السيول بيوت الغاتيون وتدمر ممتلكاتهم … كيفما تدمر صواريخ الحرب وقنابلها العزيزية وقصر بن غشير و وادي الربيع علي تخوم طرابلس … ولا حياة لمن تنادي … لجاء الغاتيون للسباحة لانقاد أطفالهم مثل ما لجاء اهل قصر بن غشير والعزيزية والهضبة المشروع وعين زارة الي الخروج من ديارهم لانقاد ارواحهم وذريتهم … ولا حياة لمن تنادي … تعست حقوق المدنيين التي ناديتم بها … وتعست دولتكم المدنية التي لم نراها وتعست معها شرعيتكم التي صدعتم بها رؤوس الليبيين … تعست ولعنت حكوماتكم التي لم تنقد اطفال وشيوخ غات … أي وزير انت يا سيادة الوزير بعد سودت وجهة البيضاء بإهمالك لعروس الصحراء غات … أي وزير انت يا سيادة الوزير بعد ان حولت طرابلس الي ارملة البحر الابيض المتوسط بعد موت رجالها وغرق شقيقتها غات … تعست وزارتك وتعست انت واعلم انك ايها الوزير قد صرت زيراً ممتلأ بالحرام والسحت والبلاء وانك تخلف العار لأهلك وقبيلك ومنطقتك … وان وعد الله بمحقك قادم لا محالة … ايها الشرفاء من ابناء ليبيا …انها غات أحد أهم بوابات ليبيا … واهم منابت الرجال فيها … انها غات التي عاهدت واوفت العهد …انها غات التي عرفناها برجالها … ايها الليبيون … انفروا فراداً وجماعات … قبائل ومناطق … قري ومدن وبما تيسر عندكم لأغاثت اهلنا في غات … واعلموا بأن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه … اما انتم يا حكام الشرق والغرب الليبي فهل فيكم من رشيد يسمع القول فيتبعه … ان قدرة الله على الرحمة أقوى من قدرته علي الهلاك وان من رحمة الله علي اهل غات ان جاءهم سيل وغيث قد ينفعهم رغم ضرره … وهم راضون بحكم الله وما انزل … ولكن ما لا يرضى به الله هو أن يقتل الليبي أخاه .. بمال ليبي .. وسلاح ليبي .. وفتوة ليبية .. وانتم من ستسألون عن كل هذه الدماء والدمار والافساد في الارض امام الحاكم العادل القهار … فهلا كفيتم شركم وشر القتال عن طرابلس وأهلها وعاد كل منكم إلى رشده وعقله والتفتتم الي مصيبة غات بطرف العين …
ولكن نعلم أنه لا حياة لمن تنادي .